عززت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي جهودها لترجمة (ندوة) فتوى الحرمين الشريفين، وأثرها في التيسير على قاصديهما)، التي ستقام بالمسجد النبوي ولأول مرة في ال (۲۳) من صفر ١٤٤٦هـ ؛ بـ (٢٠) لغة عالمية؛ لإيصال رسالة ندوة الفتوى وأهدافها ومضامينها ومخرجاتها إلى المسلمين في أنحاء العالم.
وتعزز ترجمة الندوة وإيصالها عالميًا باللغات المتنوعة؛ إفادة المسلمين بما يختص به أداء الشعائر والمناسك بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة من محدودية الزمان والمكان، مع الأعداد المليونية من المعتمرين والحجاج والزائرين؛ مما ينبغي معه استقاء الفتوى من أهل العلم المتبصرين بالمآلات والمقاصد حال الرغبة في القدوم للحرمين لأداء المناسك والعبادات؛ لئلا يفضي بهم إلى الضرر في الدين والدنيا، وإلى التهلكة .
وكما تكمن أهمية ترجمة الندوة وإيصالها عالميًا؛ في إفادة المسلمين وقاصدي الحرمين الشريفين وإثرائهم بلغاتهم المتنوعة؛ بمنزلة الفتوى ومكانتها، وأن مناقشة موضوعها يكون من أهل العلم الراسخين، وبيان خطر اقتحام حياضها من غير أهلها، وخطر القول فيها بغير علم وهدى من الكتاب والسنة ومعرفة بمقاصد الشريعة والقواعد والكليات الفقهية ومدلولات النصوص والعلم بحال المستفتي وبيئته ومآلات الفتوى جلبًا ودفعًا للمصلحة والمفسدة.
وإن ترجمة الندوة باللغات العالمية؛ ربط للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وقاصدي الحرمين الشريفين بمصادر الفتوى الصحيحة، وإقامة الندوة برحاب المسجد النبوي توثيق لهذا الارتباط الديني بين الماضي الإسلامي المجيد والحاضر المعاصر المتجدد؛ إذ درج النبي في المسجد النبوي وطيبة الطيبة يشرع، ويفتي، ويعلم الأحكام، ويعزز في صحابته الميامين سماحة الإسلام ووسطيته وإنسانيته ويغرس فيهم اتباع الكتاب والسنة، ويحذّر من التقحم في دين الله بغير علم.
وتعكف رئاسة الشؤون الدينية من خلال منصاتها الرقمية الدينية المتعددة اللغات؛ رقمنة الفتوى وتعزيز دورها ومكانتها في نفوس العالمين، ونشر منهجها الأصيل الوسطي المعتدل مترجمة للمسلمين أجمعين.
وسيتم ترجمة وقائع ندوة الفتوى في الحرمين وجلساتها بـ (۲۰) لغة عالمية حية متزامنة مع الحدث عبر نخبة من الكوادر المتخصصة من المترجمين؛ لإيصال رسالة الندوة ومضامينها ومخرجاتها من مسجد النبي إلى أكبر شريحة من المستفيدين حول العالم، وكسر حاجز الزمان والمكان بتوحيد بوصلة المتابعة وتصويب الأنظار إلى المملكة العربية السعودية وريادتها الدينية الوسطية والإنسانية.
