لا يخفى عليكم ما للفتوى من المنزلة الكبرى في دين الإسلام فهي من مقامات إعلانه وإظهاره، وهي توقيع عن الله سبحانه، وإخبار عن حكمه والمفتي قائم في الأمة مقام النبي : كما يقول الشاطبي - رحمه الله في "الموافقات"، وهي أيضًا مزلة قدم، ولذلك كان سلفنا الصالح - رحمهم الله يتحامونها ويتدافعونها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا : قال البراء بن عازب: "لقد رأيت ثلاث مئة من أصحاب بدر، ما فيهم من أحد إلا وهو يحب أن يكفيه صاحبه الفتوى".
الفتوى منزلة لا تنبغي إلا لعالم راسخ في العلم، أو مجتهد متمكن، أو طالب علم حَصَّل عُلوم الآلة، وتكونت لديه الملكة الفقهية التي تُخَوَّلُ له البحث والفتوى